كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



والذي يعنيني من الحديث في كي مجيئها مصدرية، وذلك أنه لا يتصور نزع حرف الجر معها إلا إذا كانت مصدرية بمنزلة أن، فإذا قيل: جئت كي أتعلم احتمل أن تكون كي جارة وأن المصدرية الناصبة مقدرة بعدها، واختاره عبد القاهر (1) وأن تكون هي المصدرية الناصبة، واللام قبلها مقدرة وهو اختيار ابن الحاجب وابن الناظم (2)، وهو الأظهر، وذلك لكثرة وقوع اللام قبلها، كقوله تعالى: {لكيلا تأسوا} (3) لأن المعنى في نحو: جئت لكي أتعلم، وكي أتعلم واحد، فاعتقاد أن كي في الثاني غير كي في الأول بعيد (4)، ثم إن القول بأن كي مصدرية في صورة الاحتمال هو مقتضى قولهم: إن "كي إذا أطلقت لا تنصرف إلا للمصدرية" (5)، ولذلك عد من مواضع نزع حرف الجر قياسا نزعه مع كي وصلتها، فهذا يقتضي بأن كي في صورة الاحتمال هي المصدرية ليس غير. يقول المالقي: "وكثيرا ما يحذف حرف الجر مع أن، ولما كانت كي مثل أن جاز إضمارها معها كما يجوز مع أن" (6) ويقول ابن هشام: "ولا يحذف الجار قياسا إلا مع أن وأن، وأهمل النحويون هنا ذكر كي مع تجويزهم في نحو: جئت كي تكرمني أن تكون كي مصدرية واللام مقدرة، والمعنى: لكي تكرمني" (7) ويقول الأشموني: "ومثل أن وأن في حذف حرف الجر قياسا كي المصدرية، نحو: جئتك كي تقوم أي: لكي تقوم" (8).
- - - - - - - - - -
(1) ينظر: المقتصد: 2 /1052- 1503.
(2) ينظر: الإيضاح في شرح المفصل: 2 /13- 14، وشرح ألفية ابن مالك: 26.
(3) الحديد: 23.
(4) ينظر الإيضاح في شرح المفصل: 2 /13- 14.
(5) حاشية ابن حمدون: 596.
(6) رصف المباني: 217.
(7) مغني اللبيب: 681- 682، وينظر: همع الهوامع: 3 /7.
(8) شرح الأشموني: 2 /92.